كشف القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى عن نشوب أزمة وخلافات شديدة
حالياً بين وزراء الحكومة الإسرائيلية، حول الاقتراح المصرى لوقف إطلاق
النار، مشيراً إلى أنه فى حال قررت الحكومة الاستجابة لجهود وقف الطلاق
النار، فإن حماس ستسجل نقاط نصر لصالحها.
وقال أودى سيجل المحلل السياسى بالتليفزيون الإسرائيلى، إنه إذا تم التوصل
إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هذه الليلة أو غداً فستطلب تل أبيب يوم أو
يومين للتوافق على باقى المطلب والشروط التى طرحتها حركة حماس فى ورقة
الاتفاق.
وأشار التليفزيون الإسرائيلى إلى أن نتانياهو كان قد دعا مساء الاثنين،
لاجتماع عاجل للمنتدى الوزارى "التساعى" لمناقشة الاقتراح المصرى لوقف
إطلاق النار، ومطالب حركة حماس ومن بينها رفع كامل للحصار عن قطاع غزة،
وبالمقابل تطالب إسرائيل بتحديد قطاع أمنى على الحدود مع غزة تلتزم حركة
حماس بعدم المساس بالجنود الإسرائيليين فيه.
وقال سيجل:"إن نصر حماس يتجلى أولاً باتساع دائرة المناطق التى وصلت إليها
صواريخها واستهدافها لمدن مركزية مثل "تل أبيب" و"القدس"، وبالمقابل لم
تتمكن إسرائيل من معالجتها، وثانياً قدرة حماس على الصمود ومواصلة إطلاق
الصواريخ، وثالثا احتشاد الجيش على تخوم قطاع غزة، ولم يصدر قرار بدخوله
لغزة"، مضيفا أنه ما يمكن لإسرائيل أن تسجله خلال جولة القتال هذه هو فقط
اغتيال القيادى أحمد الجعبرى، على حد قوله.
ورأت القناة العاشرة الإسرائيلية أنه فى حال قررت تل أبيب إنهاء العملية
العسكرية على غزة فإن الإسرائيليين سيشعرون بخيبة أمل كبيرة، لأنهم طالبوا
المستوى السياسى والعسكرى بمواصلة العملية وضرب صواريخ حماس التى سقطت على
بلداتهم ومدنهم وعرضت الجبهة الداخلية للخطر، فضلاً عن تسببها بشل حياتهم
اليومية.
ولفت المحلل السياسى الإسرائيلى، إلى أن اتصالات هاتفية مكثفة يجريها
الرئيس الأمريكى باراك أوباما هذه الليلة مع الرئيس المصرى محمد مرسى من
أجل تسريع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وفى السياق نفسه، أشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى إعلان رئيس المكتب
السياسى لحركة حماس خالد مشعل من خلال مؤتمر صحفى عقد فى القاهرة، اليوم
الاثنين، وقال فيه، إن الاتصالات مستمرة وإن كل الخيارات مفتوحة سواء وقف
إطلاق النار أو التصعيد، حيث طالب إسرائيل بوقف إطلاق النار أولاً، وقال إن
الكرة فى ملعب إسرائيل، موضحا أن حماس لا ترفض التهدئة.
وقال مشعل أن نتنياهو هو أول من طالب بوقف إطلاق النار من مصر ومن أطراف
أخرى أمريكية وأوروبية، كما عبر مشعل عن عدم رغبة حماس فى التصعيد أو جر
إسرائيل إلى عملية برية ومع ذلك قال "نحن مستعدون لكل تصعيد".
ونفى مسئول إسرائيلى رفض الكشف عن هويته، تصريحات مشعل بأن نتانياهو هو أول
من طالب بوقف إطلاق النار، مدعياً أن حماس فى هذه الأثناء تتلقى ضربات
شديدة، وتبحث عن حبل لتنزل من على الشجرة، على حد زعمه.
وأشار المسئول إلى تنفيذ الجيش الإسرائيلى أكثر 1400 غارة جوية على غزة،
وأن إسرائيل مستعدة للتصعيد ولكن بنفس القدر تعطى المجال للجهود والمساعى
الدولية لوقف إطلاق النار.
الجدير بالذكر أن مركز الخلاف يدور حول طلب إسرائيل وقف إطلاق النار فوراً
ومن ثم يتم فك الحصار فقط فى المرحلة الثانية، بينما حماس تصر على فك
الحصار فوراً وتزامن ذلك مع وقف إطلاق النار.